سورة الحجرات - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجرات)


        


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}
{ياأيها} {خَلَقْنَاكُم} {جَعَلْنَاكُمْ} {قَبَآئِلَ} {أَتْقَاكُمْ}
(13)- يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالى في هذِهِ الآيةِ أنَّ النَّاسَ جَمِيعاً إخوةٌ لأمٍّ وأبٍ، وَلِذَلِكَ فَلَيسَ لأحَدٍ مْنهُمْ أنْ يَسْتَعْلِيَ عَلَى أحَدٍ مِنْ إخْوَتِهِ، وَلا أنْ يُسيءَ إليهِ، وَلا أنْ يَنْتَقِصَهُ، وَلا أنْ يَغْتَابَهُ. وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى البَشَرَ بالتَّكاثُرِ شُعُوباً وَقَبَائِلَ مُخْتَلِفَةً لِيتَمَكَّنَ بَعْضُهُم مِنْ مَعْرِفَةِ بَعْضٍ، كأنْ يُقَالَ هذا فُلانُ بنُ فَلانٍ مِنْ قَبيلَةِ كَذَا مِنْ بَطْنِ كَذَا. وَلا فَضْلَ لأحَدٍ عَلَى أحَدٍ إلا بالتَّقْوى، وَالأتْقَى هُوَ الأكْرِمُ عِنْدَ اللهِ، وَالأرْفَعُ مَنْزِلَةً، وَلا قِيمَةَ في مِيِزَانِ اللهِ لِلأمْوالِ والأحْسَابِ وَالأولادِ، وَإِنَّما القِيمَةُ للتُّقى وَالصَّلاحِ وَطَهَارَةِ القَلْبِ، وَالخَوفِ مِنَ اللهِ، وَالإِخْلاصِ في مَحَبَّةِ النَّاسِ، وَالنُّصْح لَهُمْ. وَاللهُ عَلِيمٌ بِما تَنْطَوِي عَلَيهِ الصُّدُورُ، خَبيرٌ بأُمُورِ العِبَادِ.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «يَا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ أذْهَبَ عَنْكُمْ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَتَعظُّمَها بِآبائِها، فَالنَّاسُ رَجُلانِ: رَجُلٌ بَرٌّ نَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ، وَرَجُلٌ فَاجِرٌ شَقيُّ هَيِّنٌ عَلَى الله تَعَالى». ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ.


{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}
{آمَنَّا} {الإيمان} {أَعْمَالِكُمْ}
(14)- قَالَتِ الأعْرابُ: آمَنَّا باللهِ، وَصَدَّقْنا رَسُولَهُ. فَرَدَّ اللهُ تَعَالى عَلَيهم مُؤْدِّباً وَمُعَلِّماً، وأمرَ رَسُولَهُ الكَرِيمَ بأنْ يَقُولَ لَهُمْ: إنَّ الإِيمانَ هوَ التَّصْدِيقُ مَعَ طُمأنِينَةِ القَلْبِ، وَالوُثُوقُ الكَامِلُ بِاللهِ، واتِفَاقُ القَلْبِ واللِّسَانِ والعَمَلِ، وَهذِهِ مَرْتَبَةٌ لم تَصِلوا إليها بعْدُ. وَلَكِنْ قُولُوا: أسْلَمْنَا وَانْقَدْنا إليكَ طَائِعِينَ مُسْتَسْلِمينَ، فإنْ أطعَمْتُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ، وأخْلَصْتُمُ العَمَلَ فَإِنَ اللهَ لا يَنْقصُكُمْ مِنْ ثَواب أعْمَالِكُمْ شَيئاً، وَاللهُ غَفُورٌ يَغْفِرُ الهَفَواتِ والزَّلاتِ، إذَا تَابَ العَبدُ مِنْها، واسْتَشْعَرَ قَلبُهُ النَّدمَ، وَهُوَ تَعَالى رَحِيمٌ لا يُعَذِّبُ العَبْدَ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ أنْ غَفَرَه اللهُ لهُ بَعد التَّوبةِ.
آمنَّا- صَدَّقْنا بِقُلُوبنا وألْسِنَتِنَا.
أسْلَمْنَا- اسْتَسْلَمْنَا خَوْفاً وَطَمَعاً.
لا يَلِتْكُمْ- لا يَنْقُصكُمْ وَلا يَظْلِمكُمْ.


{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)}
{آمَنُواْ} {جَاهَدُوا} {بِأَمْوَالِهِمْ} {أولئك} {الصادقون}
(15)- وَيُعَرِّفُ اللهُ تَعَالى للنَّاسِ الإِيمَانَ في هَذِهِ الآيةِ فَيُقَرِّرُ: إنَّ المُؤْمِنينَ إيماناً حَقّاً هُمُ الذين صَدَّقوا اللهَ وَرَسُولهَ وَلَم يَشُكُّوا، وَلَم يَتَزَلْزَلُوا، وَلم يَتَرَدَّدوا، وَبَذَلَوا أنْفُسَهُم وَأمْوالَهُمْ لِلْجِهَادِ في سَبيلِ اللهِ، وَرِفْعةِ شَأْنِ الإِسْلامِ، وَهَؤلاء هُمُ المُؤْمِنُونَ الصَّادِقُونَ في إِيمَانِهمْ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6